الأحد، 26 سبتمبر 2010

رسالة حول تصريحات الأنبا المصري بيشوي

رسالة حول تصريحات الأنبا المصري بيشوي

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و على من اهتدى بهديه و استن بسنته و اقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد
كلمة أوجهها إلى المسلمين في العالم اجمع حول تصريحات الأنبا المصري حول الرسول صلى الله عليه و سلم
زعم الأنبا المصري أن آيات في القرآن الكريم تم إضافتها إليه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم في عهد احد خلفائه أو خلفائه كما تناقلت الأمر وكالات الأنباء.
لست هنا بصدد الرد على مقولة الأنبا المصري على ما قال فكتب الفقه و مليئة بالردود على هاته الأقوال الغير المستندة إلى أدنى أساس علمي في البحث. ولكني أود هنا أن اعلق على كيفية تعامل بعض المسلمين مع هذه التصريحات، متعذرين بان هذه التصريحات مسيئة للإسلام و المسلمين.
أود أن أضع بعض المقارنات البسيطة قبل أن انتقل إلى صلب الموضوع. أيهما أدهى و أمر و أكثر إساءة للإسلام و المسلمين هل ادعاء الأنبا أو إدعاء بعض من خلق الله سبحانه و تعالى أن له ولدا، تعالى عن ذلك علوا كبيرا، أيهما أدهى و أمر ادعاء الأنبا أو ادعاء بعضهم أن الله ثالث ثلاثة. أيهما أدهى و أمر ادعاء الأنبا أو قول بعضهم بان الله غير موجود و لم يخلق هذا الكون من أساسه و أن هذا الكون أتى من الصدفة. أيهما أدهى و أمر هل...........الخ، أو..................الخ. إذا حاولنا أن نعدد مقدار ما يتأذى به المسلمون لوجدنا أن اللائحة تطول و هي أدهى و أمر مما صرح به الأنبا.و لكن للأسف أصبح منطق الفعل و رد الفعل طاغيا على منطق بعض المسلمين في الآونة الأخيرة للأسف ننساق إلى بعض الأمور الجانبية متناسين الأمور الأساسية و القضايا المحورية لهذه الأمة.
الله سبحانه و تعالى رغم ما قال هؤلاء الناس لم ينزل حكما بمعاقبة هؤلاء أو قتلهم أو سجنهم.أو ما إلى ذلك من الأمور التي تتبادر إلى بعض الأذهان في الآونة الأخيرة، ولكن كان الرد القرآني علميا و مفحما على كل هذه الادعاءات دون إثارة أية عصبية أو دعوة لاستخدام العنف أو دعوة لمعاقبة القائلين، بل أكثر من ذلك دعانا الإسلام إلى أن نبر هؤلاء و نقسط إليهم ما لم يصدر منهم ما فعل عدواني أو خيانة عظمى.
لا ننسى إخوتي الكرام أن الأنبا المصري هو مواطن مصري مسيحي الدين قبطي العرق إذن هو بطبيعة الحال لا يؤمن و لا يصدق بان الرسول مبعوث من عند الله و لا يؤمن بأن القرآن منزل من عند الله أصلا و هذه التصريحات يجب اعتبارها طبيعية من لدن شخصية مسيحية بهذا القدر و استنكار هذه التصريحات من لدن بعض المسلمين بهذه الطريقة يثير الاستغراب حقا. هل نطلب من الأنبا المصري أن يكتم ما يؤمن به في حين أن الأمر لم يكن يتطلب أزيد من رد علمي من احد العلماء على هذه التصريحات. أو دعوة للمناظرة مع هذا القس على الملأ لتبين الحق من الباطل كما فعل الرسول صلى الله عليه و سلم مع نصارى نجران.
أنا هنا أدعو المسلمين كافة إلى العودة الحقيقية إلى سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم و أن نحذر على أوطاننا مما يحاك لها من الداخل و الخارج من بعض المغرضين الذين تسؤهم بطبيعة حال الألفة و اللحمة التي تعرفها مجموعة من الأوطان المسلمة ليست السودان عنا ببعيد. التي، لا قدر الله، ستعرف انقساما بين شمال مسلم و جنوب زعموا انه مسيحي. كل هذا في حقيقة الأمر كان بسبب أخطاء ارتكبها المسلمون كانت، و الله اعلم، يمكن تجنبها محافظين على وحدة السودان هذا طبعا بالإضافة إلى دسائس بعض قوى الاستكبار العالمية التي حركت بيادقها من داخل السودان. و مجموعة من الأوطان الإسلامية ليست ببعيد عن هذا الخطر-خطر التقسيم- ما لم تحكم الشرع و الحكمة و العقل. مبتعدين عن أسلوب الفعل و رد الفعل دون سبب منطقي و معقول.
أقول قولي هذا و استغفر الله