الاثنين، 31 مايو 2010

إسرائيل تهاجم أسطول الحرية

إسرائيل تهاجم أسطول الحرية

هاجمت البحرية الإسرائيلية أسطول الحرية المتجه نحو قطاع غزة في المياه الدولية, في وقت ذكرت فيه وسائل إعلام تركية أن شهيدين سقطا وأصيب نحو 30 جراء الهجوم.

وقال مراسل الجزيرة عباس ناصر -الذي أكد أنه يتصل خلسة مخافة كشفه من البحرية الإسرائيلية التي قطعت الاتصالات- إن مئات الجنود الإسرائيليين المدعومين من الجو, هاجموا سفن الأسطول في وقت واحد واستخدموا الرصاص والغازات، مما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص على الأقل بجروح.

وأضاف المراسل أن جميع النشطاء الذين تم إيقافهم واجهوا القوات الإسرائيلية بشجاعة كبيرة، ورفضوا التعامل معها.


وفور وقوع الهجوم عقد الرئيس التركي عبد الله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو اجتماعا طارئا لدراسة الموقف.

وذكر مراسل الجزيرة في إسطنبول عمر خشرم أن السفير الإسرئيلي في أنقرة استدعي إلى الخارجية التركية للتعبير له عن احتجاج أنقرة على مهاجمة الأسطول.

وقد أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الهجوم، فيما طالب رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة منظمة الأمم المتحدة بالتدخل.


صمت إسرائيلي
وقال مراسل الجزيرة في ميناء أسدود وليد العمري إن إسرائيل تلتزم الصمت، ولكن الثابت أن البحرية الإسرائيلية سيطرت على القافلة.

وأشار إلى أن إسرائيل استعدت للهجوم على أسطول الحرية قبل وصوله إلى المياه الإقليمية، وهيأت بعض مستشفياتها لاستقبال الجرحى الذين قد يسقطون خلال مهاجمة السفن.

وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من تلقي قافلة الحرية المتجهة إلى قطاع غزة أوامر من الزوارق الحربية الإسرائيلية التي طالبتها بالعودة.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إسرائيلي طلب عدم نشر اسمه قوله إن القافلة تجاهلت أوامر بالعودة تلقتها عبر اتصال لاسلكي من البحرية الإسرائيلية, التي أبلغت الناشطين أنهم يتجهون إلى منطقة بحرية مغلقة.

وأضاف المسؤول أن القوارب الحربية الإسرائيلية طلبت من سفن كسر الحصار التوجه إلى ميناء أسدود الإسرائيلي لتفريغ بعض المساعدات وستتولى إسرائيل بعد ذلك نقلها إلى غزة.

وأفاد مراسل الجزيرة من على متن إحدى سفن قافلة كسر الحصار المفروض على غزة بأن قوارب حربية إسرائيلية اقتربت من "قافلة الحرية" في عرض البحر، وطلبت من قبطان السفينة التركية التي تقود القافلة التعريف بهويته وهوية مركبه.


ونقل مراسل الجزيرة في ميناء أسدود تحركات كثيفة لسلاح البحرية الإسرائيلية استعدادا لمنع وصول قافلة الحرية إلى سواحل غزة، حيث من المتوقع أن تصل السفن في حدود العاشرة من صباح اليوم الاثنين.


وكانت قافلة الحرية قد انطلقت من المياه الدولية قبالة السواحل القبرصية باتجاه قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار المفروض على سكانه منذ نحو ثلاث سنوات.



كل السيناريوهات
وقال مراسل الجزيرة المرافق للقافلة إن منسقي مختلف السفن الست عقدوا اجتماعا واتفقوا فيه على خطة سيرهم، مشيرا إلى أنهم سيتوقفون في نقطة تجمع أخرى قبيل الوصول إلى المياه الإقليمية لقطاع غزة.

وأضاف أن المتضامنين الموجودين على متن القافلة يتوقعون كل السيناريوهات، واتفقوا على ألا يوقعوا أي وثيقة يقدمها لهم الإسرائيليون إذا ما اعتقلوهم، وألا يتجاوبوا مع السلطات الإسرائيلية، وأن يكتفوا بالتعريف بأشخاصهم وبجنسياتهم وجوازات سفرهم، وينتظروا الاتصال بهم من سفارات دولهم في إسرائيل أو من منظمات حقوقية.

ومن جهته أكد مراسل الجزيرة وليد العمري -الذي كان يتحدث من ميناء أسدود- أن السلطات الإسرائيلية مصرّة على اعتقال كل من على متن السفن بقرار من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك، وأنها كلفت بذلك وحدة خاصة في سلاح البحرية، ونشرت زوارق ومروحيات تجوب السواحل بين أسدود وغزة.

وأعلنت إسرائيل السواحل المقابلة لغزة منطقة عسكرية مغلقة، وتعتزم نقل المتضامنين إلى ميناء أسدود تمهيدا لطردهم إلى بلادهم باعتبارهم مهاجرين غير شرعيين، واعتقال من يرفض التعريف بنفسه والتوقيع على تعهد بعدم العودة.


احتجاجات تركية
في الأثناء، قال مراسل الجزيرة في إسطنبول إن المئات من مناصري قافلة الحرية تظاهروا أمام القنصلية الإسرائيلية بالمدينة ضد استفزازات البحرية الإسرائيلية.

وطالب المحتجون الحكومة التركية بالتدخل لمنع إسرائيل من التعرض لسفن القافلة المتجهة نحو قطاع غزة, وأعلنوا مواصلة الاعتصام أمام القنصلية الإسرائيلية إلى حين وصول القافلة إلى القطاع.

وكان رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية المشرف على سفن الحرية أحمد أمين قال في تصريحات سابقة للجزيرة إن "إسرائيل ربما تكون قد بدأت تراجع حساباتها"، لأن الضغوط عليها ازدادت في اليومين الأخيرين، وربما تتراجع عن ضرب السفن واعتقال من فيها.

ونبه إلى أن المنظمين عرفوا من الإعلام أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يدعم الأسطول، وأنه طالب إسرائيل بعدم التدخل لمنعه من الوصول إلى هدفه.




تشويش
وقالت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" إن بعض سفن أسطول الحرية تتعرّض بين الحين والآخر لمحاولات إسرائيلية للتشويش على عملية الاتصالات بينها، وهو ما يتفق مع ما قالته مصادر إسرائيلية من أن الجيش الإسرائيلي يعتزم التشويش على البث المباشر للسفن.


وأفاد العضو المؤسس في "الحملة الأوروبية" أمين أبو راشد بأن السلطات الإسرائيلية تحاول التشويش على وسائل الاتصال اللاسلكي الذي يستخدم بين السفن، وذلك في إطار تحركاتها الهادفة لمنع الأسطول من الوصول إلى هدفه.


وقال إن ذلك يبدو محاولة من إسرائيل للتأثير على ممرات سير السفن المحددة مسبقا، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الفنيين على متن السفن يحاولون تجاوز تلك الإشكاليات.

يذكر أن سفن قافلة الحرية الست تحمل على متنها نحو 650 متضامنا من عدة دول، إضافة إلى نحو عشرة آلاف طن من المساعدات الإنسانية الموجهة إلى سكان غزة।

المصدر: الجزيرة + وكالات


عشرون نصيحة للطلاب في الاختبارات

الأحد، 30 مايو 2010

عشرون نصيحة للطلاب في الاختبارات

عشرون نصيحة للطلاب في الاختبارات

محمد بن صالح المنجد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه وبعد
فإنّ الطالب المسلم يتوكّل على الله تعالى في مواجهة اختبارات الدنيا ويستعين به آخذاً بالأسباب الشرعية انطلاقا من قول النبي صلى الله عليه وسلم: « الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلا تَعْجَزْ » . صحيح مسلم حديث رقم 2664.
ومن تلك الأسباب :
الالتجاء إلى الله بالدعاء بأي صيغة مشروعة كأن يقول (( ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري )).

-
أن يستعدّ بالنوم المبكّر والذّهاب إلى الامتحان في الوقت المحدد.
-
إحضار جميع الأدوات المطلوبة والمسموح بها كالأقلام وأدوات الهندسة والحاسبة والساعة لأنّ حسن الاستعداد يُعين على الإجابة.
-
تذكّر دعاء الخروج من البيت: (بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أضِلَّ أو أُضَلَّ، أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أَظلِمَ أو أُظلَمَ، أو أجهل أو يُجهل عليّ) ولا تنس التماس رضا والديك فدعوتهما لك مستجابة.
-
أن تسمي بالله قبل البدء لأنّ التسمية مشروعة في ابتداء كلّ عمل مباح، وفيها بركة واستعانة بالله، وهي من أسباب التوفيق.
-
اتّق الله في زملائك فلا تُثر لديهم القلق ولا الفزع قبيل الاختبار؛ فالقلق مرض معدٍ، بل أدخل عليهم التفاؤل بالعبارات الطيبة المشروعة. وقد تفاءل النبي صلى الله عليه وسلم باسم سهيل وقال: « سُهل لكم من أمركم » وكان يُعجبه إذا خرج لحاجته أن يسمع: يا راشد يا نجيح.
فتفاءل لنفسك ولإخوانك بأنكم ستقدمون امتحاناً جيداً.
-
ذكر الله يطرد القلق والتوتّر، وإذا استغلقت عليك مسألة فادع الله أن يهوّنها عليك، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا استغلق عليه فهم شيء يقول: يا معلّم إبراهيم علّمني ويا مفهّم سليمان فهّمني.
-
اختر مكاناً جيداً للجلوس أثناء الاختبار ما أمكنك، وحافظ على استقامة ظهرك وأن تجلس على الكرسيّ جلسة صحيّة.
-
تصفح الإمتحان أولاً، والأبحاث توصي بتخصيص 10% من وقت الامتحان لقراءة الأسئلة بدقة وعمق وتحديد الكلمات المهمة وتوزيع الوقت على الأسئلة.
-
خطط لحل الأسئلة السهلة أولاً والصعبة لاحقاً، وأثناء قراءة الأسئلة اكتب ملاحظاتٍ وأفكاراً لتستخدمها لاحقاً في الإجابة.
-
أجب على الأسئلة حسب الأهمية.
-
ابدأ بحلّ الأسئلة السهلة التي تعرفها، ثم اشرع في حلّ الأسئلة ذات العلامات الأعلى وأخّر الأسئلة التي لا يحضرك جوابها أو ترى أنّها ستأخذ وقتاً للتوصّل إلى نتيجة فيها أو التي خُصّص لها درجات أقلّ.
-
تأنّ في الإجابة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « التأني من الله والعجلة من الشيطان » . حديث حسن: صحيح الجامع 3011
-
فكّر جيداً في أسئلة اختيار الجواب الصحيح في امتحانات الخيارات المتعددة، وتعامل معها وفق التالي: إذا كنت متأكّداً من الاختيار الصحيح فإيّاك والوسوسة، وإذا لم تكن متأكّداً فابدأ بحذف الاحتمالات الخطأ والمستبعدة، ثمّ اختر الجواب الصحيح بناءً على غلبة الظنّ، وإذا خمّنت جواباً صحيحاً فلا تغيّره إلا إذا تأكّدت أنّه خطأ -خصوصاً إذا كنت ستفقد نقاطاً عند الإجابة الخطأ-، وقد دلّت الأبحاث على أن الجواب الصحيح غالباً هو ما يقع في نفس الطالب أولاً.
-
في الامتحانات الكتابية، اجمع ذهنك قبل أن تبدأ الإجابة، واكتب الخطوط العريضة لإجابتك ببضع كلمات تشير إلى الأفكار التي تريد مناقشتها، ثمّ رقّم الأفكار حسب التسلسل الذي تريد عرضه.
-
اكتب النقطة الرئيسة للإجابة في أول السطر لأنّ هذا ما يبحث عنه المصحح وقد لا يرى المطلوب إذا كان داخل العبارات والسطور، وكان المصحح في عجلة.
-
خصص 10% من الوقت لمراجعة إجاباتك. وتأنّ في المراجعة وخصوصاً في العمليات الرياضية وكتابة الأرقام، وقاوم الرغبة في تسليم ورقة الامتحان بسرعة، ولا يُزعجنّك تبكير بعض الخارجين فقد يكونون ممن استسلموا مبكّراً.
-
إذا اكتشفت بعد الاختبار أنّك أخطأت في بعض الإجابات، فخذ درساً في أهمية المزيد من الاستعداد مستقبلاً أو عدم الاستعجال في الإجابة، وارض بقضاء الله ولا تقع فريسة للإحباط واليأس وتذكّر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: « وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ » . صحيح مسلم وقد تقدّم أوله.
-
اعلم بأنّ الغشّ محرّم سواء في مادة اللغة الأجنبية أو غيرها، وقد قال عليه الصلاة والسلام: « من غشّ فليس منا » ، وهو ظلم وطريقة محرّمة للحصول على ما ليس بحقّ لك من الدّرجات والشهادات وغيرها، وأنّ الاتّفاق على الغشّ هو تعاون على الإثم والعدوان، فاستغن عن الحرام يُغْنك الله من فضله وارفض كلّ وسيلة وعرْض محرّم يأتيك من غيرك، ومن ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه. وعليك بإنكار المنكر ومقاومته والإبلاغ عمّا تراه من ذلك أثناء الاختبار وقبله وبعده وليس هذا من النميمة المحرّمة بل من إنكار المنكر الواجب.
فانصح من يقوم ببيع الأسئلة أو شرائها أو يقوم بنشرها عبر شبكة الإنترنت وغيرها، والذين يقومون بإعداد أوراق الغشّ، وقل لهم أن يتقوا الله، وأخبرهم بحكم فعلهم وحكم مكسبهم وأنّ هذا الوقت الذي يقضونه في الإعداد المحرّم لو أنفقوه في المذاكرة الشّرعيّة وحلّ الاختبارات السابقة والتعاون على تفهيم بعضهم بعضاً قبل الاختبار، لكان خيراً لهم وأقوم من الأعمال والإتفاقات المحرمة.
-
تذكّر ما أعددت للآخرة وأسئلة الامتحان في القبر وسُبل النجاة يوم المعاد: { فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ } .

نسأل الله أن يجعلنا من الفالحين الناجحين في الدنيا والفائزين الناجين في الآخرة إنه سميع مجيب.

الجمعة، 28 مايو 2010

المجلس العلمي للدار البيضاء عين الشق يستنكر استضافة ''إلتون جون''

المجلس العلمي للدار البيضاء عين الشق يستنكر استضافة ''إلتون جون''

أكدت مصادر إعلامية أن منظمي مهرجان موازين لن ينظموا ندوة صحفية للمغني البريطاني ''إلتون جون'' كما هو الشأن بالنسبة لباقي الفنانين المشاركين في المهرجان، وتضيف نفس المصادر أن المنظمين قرروا ذلك من أجل تجنب تسليط الضوء على ردود الفعل التي أثير حول مشاركة ''جون'' في المهرجان بسبب إعلان شذوذه الجنسي واتهمه نبي الله عيسى عليه السلام بالشذوذ.

واستنكر المجلس العلمي لعين الشق بالدار البيضاء ''استضافة من لا يحترم قيم بلدنا ولا مشاعر أمتنا''، مشيرا على الخصوص في بيان توصلت ''التجديد'' بنسخة منه إلى ''أحد المغنين المعروفين بالمجاهرة بالشذوذ الجنسي، والمعلن لمثليته، بل الأدهى من ذلك أنه في أحد تصريحاته تهكم على نبي الله تعالى سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام ونعته بأقبح النعوت''، في إشارة إلى المغني ''إلتون جون'' والتصريحات التي أدلى بها لمجلة أمريكية، وتساءل المجلس في ذات البيان: ''فهل هذه هي النماذج التي نقدمها لأبنائنا لتكون لهم قدوة؟''.

وناشد المجلس العلمي ''جميع القوى الحية وكل الغيورين على الدين والعقيدة وعلى الأمن الروحي لأبناء هذه الأمة، علماء ومفكرين وأحزابا ومنظمات وجمعيات وغيرها من مكونات المجتمع المدني'' من أجل ''المساهمة في تحصين المواطن وحماية قيمه''، معتبرا أن مناشدته هذه تأتي في إطار مواجهة هذا الأمر ''الخطير الذي يهدد قيمنا ويستهدف أبناءنا، وتحقيقا للأهداف التي أقيمت من أجلها المؤسسة العلمية، وقياما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر''.

واستنكر المجلس في بيانه إقامة أي مهرجان سمته الميوعة أو الفساد والإفساد، داعيا ''تلك الجهات كلها'' إلى اجتناب استضافة الشواذ والمنحرفين والضالين على أرض المغرب المعروف بتمسك أهله بالإسلام ورفضهم لكل أشكال الفساد والإفساد، وعدم السكوت عن استنكار ذلك. وطالب بتحاشي جميع صور ثقافة الميوعة ونشرها في أوساط الشباب ''الذين هم أمل الأمة وضمان صلاح مستقبل البلاد''. وشدد المجلس على ضرورة اجتناب توقيت المهرجانات الترفيهية والترويحية في أوقات الاستعداد لاختبارات نهاية السنة الدراسية حتى لا يشغلهم ذلك عن فرص التكوين والنجاح. ونصح بـ''الاحتراز من هدر المال العام للأمة فيما لا يجدي، أو فيما يخرب البلاد، ماديا ومعنويا''.

وأصدر المجلس العلمي المحلي للدار البيضاء عين الشق بيانا بعد اجتماعه في دورته العادية، وبحسب مصادر ''التجديد'' فإن هذا البيان هو مبادرة خاصة بهذا المجلس، كما سبق لرئيسه الدكتور رضوان بن شقرون أن أجاب على سؤال وجهته جمعية منتدى الطفولة للمجلس الذي يرأسه حول رأيه في ما تردد من دعوة بعض رموز الشذوذ العالمي لمهرجان بالمغرب. وذكر بنشقرون في سياق جوابه بأن الإسلام عمل على غرس مبدأ القدوة الحسنة في ناشئة الأمة الإسلامية، ودعا إلى نبذ القدوة السيئة، معتبرا أن ''من ابتغى القدوة في الشواذ والمنحرفين فقد التمس طريقا غير طريق الحق''.

وكان نور الدين عيوش قد تهجم، في إحدى الصحف الوطنية، على مؤسسة العلماء، وقال بالدارجة: ''هاد السيد ديال المجلس العلمي راه خاص وزارة الأوقاف تقولو يدخل سوق راسو، لأن هادشي ماشي شغلو''، وذلك بعد جواب لرضوان بنشقرون رئيس المجلس العلمي للدار البيضاء عين الشق عن سؤال حول مشاركة ''إلتون جون'' في مهرجان موازين.

من جهته أكد الدكتور سعيد شبار رئيس المجلس العلمي لمدينة بني ملال في تصريح لـ>التجديد< على دور المجالس العلمية المحلية في النصح والإرشاد والتوجيه، مشيرا إلى أن دور هذه المجالس يكمن في ''تقويم كل المظاهر غير الملتزمة بثوابت الأمة من الناحية العقدية والأخلاقية'' إلى جانب ''ترسيخ التدين الإيجابي الوسطي الذي يحترم ثوابت الأمة ومقدساتها''.

وقال شبار إنه من الطبيعي أن يكون للمجلس العلمي رأي خصوصا إذا كان الحدث يعتدي على قيمة من قيم المجتمع أو تمس تدين المغاربة وعاداتهم واختياراتهم، ففي مواضيع مثل التنصير والتشيع كان للمجالس العلمية رأي وموقف، وكذلك في الميوعة والحركات التي تهدد مستقبل الشباب، ليضيف بأن ''هذه القضايا لا يمكن للمجالس العلمية أن تسكت عنها''.

وبخصوص التهجم عل العلماء والمؤسسة العلمية قال شبار إن ''الجهات الأخرى لها أن تفكر كما تشاء لكن المجالس العلمية لها دور النصح والتوجيه والحراسة للملة والدين، لأنها تمثل أعلى سلطة في البلاد وهي إمارة المؤمنين'' وأضاف ''كون جهة معينة لا يروقها هذا أو تريد للمجالس أن تكون محنطة فهذا شأنها، لكن المجتمع المغربي متدين بالأساس. والذي يقول هذا الكلام لا يفهم وظيفة المجالس العلمية في المجتمع''.


وفيما يلي نص بيان لمجلس العلمي المحلي للدار البيضاء عين الشق حول استضافة ''إلتون جون''


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين و على آله وصحبه أجمعين.

عقد المجلس العلمي المحلي للدار البيضاء عين الشق اجتماعا في دورته العادية (102) يوم الخميس 21 جمادى الاولى 1431 الموافق لـ 06 ماي ,2010 وكان من بين النقط في جدول أعماله موضوع تنامي ظاهرة الفساد في مجتمعنا وتجدد أساليبه واتخاذه أشكالا كان آخرها إقامة المهرجانات الغنائية التي تطورت مضامينها سلبا لتمس مواطن العفة عند المواطن المغربي، ومن المعلوم أنه لا يصح ولا يجوز ولا يقبل أن يستشري الفساد في جسم الأمة الإسلامية إلى حد المساس بأخلاق أبنائها وتمييع شبابها ، فنحن ولله الحمد محكومون بضوابط شرعية ومحصنون بتعاليم دينية وملتزمون بقيم اخلاقية، تحصن من الفساد وتمنع الإفساد.

ولعل الفرق بين مجتمع صحيح ومجتمع عليل ليس في غياب الفساد عن الأول ووجوده في الثاني، وإنما في قدرة المجتمع السليم على رفض الفساد بجميع صوره وأشكاله وأساليبه، باعتباره داء ينخر كيانه ويقوض بنيانه...

ففي الوقت الذي يتوجه فيه بلدنا المغرب نحو البناء والتشييد على جميع الأصعدة بقيادة أمير المؤمنين أعز الله أمره، تطفو على السطح نبتة سوء، تدعو الى الفساد وتشجع المفسدين، كما هو ملاحظ في بعض المهرجانات التي تقام هذه الأيام لم يتورع منظموها من استضافة من لا يحترم قيم بلدنا ولا مشاعر أمتنا. ذلك أنه تقرر استضافة أحد المغنين المعروفين بالمجاهرة بالشذوذ الجنسي، والمعلن لمثليته، بل الأدهى من ذلك أنه في أحد تصريحاته تهكم على نبي الله تعالى سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام ونعته بأقبح النعوت. فهل هذه هي النماذج التي نقدمها لأبنائنا لتكون لهم قدوة؟

وأمام هذا الأمر الخطير الذي يهدد قيمنا ويستهدف أبناءنا، وتحقيقا للأهداف التي اقيمت من أجلها المؤسسة العلمية، وقياما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن المجلس العلمي المحلي للدار البيضاء ليناشد جميع القوى الحية وكل الغيورين على الدين والعقيدة وعلى الأمن الروحي لأبناء هذه الامة، علماء ومفكرين وأحزابا ومنظمات وجمعيات وغيرها من مكونات المجتمع المدني للمساهمة في تحصين المواطن وحماية قيمه، والتصدي للفساد والمفسدين، كما يستنكر إقامة أي مهرجان سمته الميوعة او الفساد والإفساد وينصح تلك الجهات كلها بما يأتي:

- اجتناب استضافة الشواذ والمنحرفين والضالين على أرض المغرب المعروف بتمسك أهله بالإسلام ورفضهم لكل أشكال الفساد والإفساد، وعدم السكوت عن استنكار ذلك.

- تحاشي جميع صور ثقافة الميوعة ونشرها في أوساط الشباب الذين هم أمل الأمة وضمان صلاح مستقبل البلاد.

- اجتناب توقيت المهرجانات الترفيهية والترويحية في أوقات الاستعداد لاختبارات نهاية السنة الدراسية حتى لا يشغلهم ذلك عن فرص التكوين والنجاح.

- الاحتراز من هدر المال العام للامة فيما لا يجدي ، أو فيما يخرب البلاد، ماديا ومعنويا.

والله الهادي الى الرشد والخير والصواب.

DE : www.alislah.ma

الجمعة، 21 مايو 2010

"أعذب موسيقى سمعتها في حياتي"

"أعذب موسيقى سمعتها في حياتي"
بقلم: محمد أوراغ
موعد يتجدد كل سنة منذ ما يقرب عقدا من الزمن، موعد مع الغناء والموسيقى، إنه مهرجان موازين الدولي الذي يترأسه مدير الكتابة الخاصة للملك. ميزانية قدرت بملايين الدراهم، وهي في ارتفاع مستمر، خصصت لتوزيعها على مشاهير الغناء العالمي الذين تستقبلهم عاصمة المملكة. من خمسين دولة قدموا، ومن قارات العالم الخمس قد نزحوا يتقدمهم مغني الجاز الأمريكي "آل جارو" والمغني الإنجليزي المعروف بشذوذه الجنسي والذي سبق أن أساء لنبي الله عيسى عليه السلام في حوار له في مجلة "بارايد" الأمريكية حيث قال: "إنه يعتقد أن يسوع المسيح كان مثلي الجنس ويفهم مشاكل الرجال" . منع هذا الشاذ من دخول مصر، لكنه مرحب به في المغرب، بلد "الانفتاح" و"الحريات"، الذي تصادر فيه الكلمة الحرة وتغتال، ويساق الشرفاء إلى المعتقلات لأنهم صاحوا في وجه الاستبداد: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟" .
لا يستطيع المرء أن يكتم أحزانه وهو يرى هذا المستوى من الفساد، والانحطاط، وفي دوامة الأحزان تنطلق علامات استفهام وتعجب تطرح نفسها دفعة واحدة، متوجهة إلى كل ضمير وطني فيه بقية من إيمان وحب للوطن.
أي مصلحة للوطن في تنظيم هذه المهرجانات بهذا الحجم، وبهذا المستوى من التبذير والعبث في أموال الشعب وهو في أمس الحاجة إلى لقمة تسد رمقه، ودواء يسكن ألمه، وعمل يسترد به كرامته، وبيت يأويه...؟
هل يعقل صرف 3 ملايير درهم في أسبوع واحد على أهل الغناء والطرب، وبلدنا يحتل المرتبة 96 بين 135 بلد حسب مؤشر الفقر البشري (IPH-1)، مع احتمال الوفاة قبل 40 سنة لـ6،66% من السكان.
كيف يسمح هؤلاء لأنفسهم أن ينفقوا من أموال الشعب هذه المبالغ على المهرجانات، و%17 من السكان لا يستخدمون مصادر الماء الشروب؟
لماذا لا تستثمر هذه الأموال في حل مشكلة الأطر المعطلة التي تطاردها العصا المخزنية في شوارع العاصمة التي ستكون مسرحا للمهرجان؟
لماذا لا توظف هذه الأموال في توفير الأمن والأمان في مدننا التي تتزايد فيها حدة الجريمة، حتى ما عاد المرء يأمن على نفسه في واضحة النهار؟.
لماذا هذا الإصرار على تبذير أموال الشعب فيما يضره ولا ينفعه في شيء؟
لماذا هذا التحدي في استقدام الشواذ ضدا على كل قيم وأخلاق المجتمع، وهل يمكن أن يوصف ذلك كله بأقل من أنه تمييع للمجتمع، ومساهمة بشكل مفضوح في تدمير حصونه.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وأعظم مصيبة تصاب بها الأمة هي أن تصاب في قيمها وأخلاقها، لأنها إصابة في مقتل.
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتما وعويلا
لقد أصبح هذا الوطن يشكو من إفلاس كبير في مضمون أخلاقه، وهذا يظهر من خلال هذا الانحدار غير المسبوق في هذا المجال، وعلى هذا النحو الذي تجاوز فيه كل الحدود، أعراس للشواذ وجمعيات لهم، واستدعاؤهم واستقبالهم بحفاوة، إنها العناوين الكبرى للعهد الجديد، عهد "الانفتاح" و"الحرية"، وهذا الحدث ليس مفاجئا، ولكنه كاشف لحقيقة مخجلة، خلاصتها أن النخبة الماسكة بزمام الأمور والتي تتصدر الواجهات في هذا الزمن مقطوعة الصلة بتاريخ وثقافة هذه الأمة وإن زعموا عكس ذلك. ﴿ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين﴾ .
ما أبعد البون بين من يبنى وطنا وبين من يدمره، تذكرت قصة مفجر الثورة الصناعية اليابانية "تاكيو أوساهير" أرسلته حكومته للدراسة في جامعة هاسبورغ الألمانية لدراسة الميكانيك العلمية، فذهب وكل حلمه وأمله أن يتمكن من تعلم صناعة المحركات، وأثناء دراسته علم الإمبراطور الياباني بجده واجتهاده، والحلم الذي يسيطر عليه أن يرى وطنه من بين الأمم الصناعية، فأرسل إليه من ماله الخاص خمسة آلاف جنيه إنجليزي ذهبا ليستعين بهذا المبلغ في المشروع الذي يحمله. أنهى تاكيو أوساهيرا دراسته وعاد إلى وطنه لينشئ مصنعا للمحركات. يقول أوساهيرا: "وفي يوم من الأيام حملت مع مساعدي عشرة محركات صنعت في اليابان، قطعة قطعة، حملناها إلى القصر، ووضعناها في قاعة خاصة، بنوها لنا قريبا منه، وأدرناها، ودخل الميكادو -أي الإمبراطور- وانحنينا نحييه، وابتسم وقال: هذه أعذب موسيقى سمعتها في حياتي، صوت محركات يابانية خالصة" .
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
تاريخ النشر: الخميس 20 ماي/أيار 2010

الأربعاء، 19 مايو 2010

كلام صريح عن النقاب في الغرب

كلام صريح عن النقاب في الغرب

بعد فرنسا وبلجيكا، ها هي أصوات إيطالية وألمانية وسويسرية تنضم إلى مطالب منع ارتداء النقاب في الأماكن العامة، الأمر الذي قد يتمدد لاحقا إلى ما تبقى من الدول الغربية، بما في ذلك بريطانيا التي تعد الأفضل على صعيد الحريات الدينية والتعددية الثقافية، ومعها بعض الدول هذا الأمر وقفة صريحة مع النفس من قبل المسلمين ورموزهم وتجمعاتهم، بخاصة الجاليات المسلمة في الغرب. وقفة لا تتراجع أمام مد الفقه المتشدد الذي يعتقد أنه ممثل الحق ومالك مفاتيح الجنة أو صاحب كلمة السر في تحديد الفرقة الناجية، لا سيما أن النظرية القائلة بأن التراجع في موضوع النقاب سيؤدي إلى تراجعات متتالية على صعيد الشعائر الإسلامية الأخرى ليست نظرية صحيحة، بل ربما كان العكس هو الصحيح، إذ إن خوض المعارك الخاسرة هو الذي سيؤدي إلى المزيد من التراجع أكثر من أي شيء آخر، ولا شك أن معركة النقاب هي من هذا اللون، ولعلنا نشير هنا إلى الفرق بينها وبين معركة المآذن في سويسرا التي حظيت بدعم قطاعات واسعة من البشر والمؤسسات في العالم أجمع، مع أن تنازل المسلمين عنها لا يمس دينهم في شيء.

لنتحدث بصراحة، النقاب أقرب إلى العادة منه إلى العبادة كما قال كثيرون، مع أننا نقر دون تردد بأن أكثر من يلبسنه يفعلن ذلك اعتقادا بوجوبه، وأقله اعتقادا بأنه الأقرب للتقوى، والنصوص الشرعية (قرآنا وسنة صحيحة) تؤكد أن الأصل هو كشف الوجه والكفين، الأمر الذي يقر به رمز السلفية الأكثر تشددا (الشيخ الألباني رحمه الله)، ولما كان الأمر كذلك فإن الكفّ عن ارتدائه في الغرب ليس خطأ بأي حال (نتحدث عن ارتدائه في الغرب وليس في العالم العربي والإسلامي، مع القناعة بأن كشف الوجه والكفين هو الأصل، وربما الأفضل للمجتمع المسلم).

سيخرج علينا من دون شك من يقول إن غطاء الوجه للمرأة هو الأصل، ويحشد لنا ما تيسر من أدلة، مما سيدفعنا إلى الاعتراف بأن الخلاف سيبقى قائما، تماما كما هو الحال في معظم قضايا الفقه، لكننا نتحدث عن قضية أقل ما يقال فيها إنها خلافية، وإن كان القول بأن الكشف هو الأصل يبقى الأقوى كما تدل النصوص القرآنية والأحاديث الصحيحة.

ليس هذا نوعا من فرض الرأي على الآخرين، فلكل إنسان أن يتبنى الرأي الذي يقتنع به ويرتاح إليه، لكننا ندعو إلى تبنيه (أعني كشف الوجه) في الحالة الغربية لأكثر من بعد، أولها أن من يريد الالتزام بما يرفضه المجتمع الغربي رفضا قاطعا ولا يؤيده القطاع الأكبر من المسلمين لا ينبغي أن يبقى في الغرب، ويمكنه العيش في مكان آخر (أرض الله واسعة)، لا سيما أن كثيرا من المسلمين في الغرب يعجزون عن المحافظة على أبنائهم أمام مد التغريب.

الأهم من ذلك هو البعد الرسالي، وهنا سيتنطع كثيرون ليقولوا إننا نريد تفصيل دين على مقاس الغرب، ونرد بأن التفسيرات المتشددة ليست هي الممثل الحقيقي للإسلام، كما أن الإسلام جاء للناس كافة، وحشره في سياق من الأشكال الخارجية بعيدا عن جوهره الروحي لا يخدمه كدين جاء رحمة للعالمين.

البعد الرسالي الذي نتحدث عنه لا يمكن أن يتحقق بالنقاب الذي يعطي إيحاءات غير إيجابية بشأن موقف الإسلام من المرأة، والغربيون لا يمكن أن يستوعبوا أن الله عز وجل قد فرض هذا النمط من اللباس على النساء (يحتجون أيضا بالبعد الأمني من حيث إمكانية استخدام النقاب في ارتكاب الجرائم). هذا هو الواقع الذي لا بد من الاعتراف به، مما يعني أن على المصرّين عليه أن ينظروا إلى هذا البعد إذا أرادوا الإسلام لكل الناس وليس لمجتمعات بعينها، بل أحيانا لفئات بعينها.

ليس ثمة من فرائض الإسلام المتفق عليها إلا ويمكن الدفاع عنه أمام العالم أجمع، لكن هذا اللون من اللباس يبدو عصيا على الإقناع في أوساط قطاع عريض من المتدينين المسلمين، فضلا عن غير المسلمين، والغربيون منهم بدرجة أكبر.

ولعل من الضروري الإشارة هنا إلى أن نسبة المنقبات في الغرب جد محدودة (عددهن في بلجيكا في حدود المائتين بين جالية في حدود 300 ألف، وفي فرنسا حوالي 370 بين صفوف جالية يزيد تعدادها عن خمسة ملايين فيها عشرات، وربما مئات الآلاف من المحجبات)، مما يعني أن القضية لا تستحق كل هذا الضجيج.

نذكر مرة أخرى بأننا نتحدث عن النقاب وليس الحجاب، والفرق كبير وواضح، وليس صحيحا أن الموقف من الحجاب هو ذاته من النقاب (الكنيسة الإسبانية دافعت مؤخرا عن حق ارتداء الحجاب)، إذ إن الغربيين معتادون على الأول في لباس الراهبات، أما أن يكون هناك من يكرهه ويرفضه أيضا، فذلك أمر طبيعي في ظل اتساع دوائر العنصرية واليمين المتطرف، والتي تتخذ موقفا ضد المهاجرين بشتى ألوانهم وأجناسهم لدوافع شتى، بصرف النظر عن لباسهم وعباداتهم (هناك استهداف أكبر للمسلمين بسبب فوبيا ما بعد هجمات 11 سبتمبر 2001)، بدليل أن اللوبيات اليهودية غالبا ما تنحاز لقضايا المهاجرين، بما في ذلك قضايا المسلمين خوفا من أن تشملها دوائر العنصرية، مع أنها هي ذاتها (بخاصة وسائل إعلامها) التي تساهم في تشويه صورة الإسلام وزراعة "الفوبيا" منه بين الناس، وهي التي روجت لمقول أسلمة القارة الأوروبية خلال عقود قليلة.

ليس من الخطأ الاعتراف بوجود حساسيات أوروبية حيال الإسلام والمسلمين تصاعدت بعد هجمات سبتمبر، وفي ضوء الشعور العام بعدم قدرة الآلة الغربية على تذويب المسلمين وحرمانهم من هويتهم المتميزة، فضلا عن أشكال عديدة من الاشتباك مع العالم الإسلامي، لكن هذا الاعتراف لا ينبغي أن يدفع الجاليات المسلمة في الغرب نحو الصدام مع المجتمعات التي تعيش فيها، بقدر ما ينبغي أن يزيد من منسوب الرسالية في وجودها، أعني العمل الحثيث نحو تقديم صورة إيجابية عن الإسلام وأخلاقه وقيمه من خلال السلوك اليومي والعمل العام، فضلا عن العمل الدؤوب على توصيل رسالة الإسلام ومواجهة مساعي تشويهه.

أليس من الأفضل أن نخرج الإسلام من دائرة "الجيتو" أو الجالية إلى دائرة الدين الذي جاء رحمة للعالمين، ومن أجل إخراج الناس من الظلمات إلى النور؟ فيما نعلم أن ذلك لن يتم إلا بتبني الرؤية الوسطية البعيدة عن التشدد، والتي تقدم الروح والجوهر على الأشكال الخارجية الخلافية.

ثم دعونا نسأل: ما هو الرأي الذي يراه مؤيدو النقاب، هل نعلن الحرب على الدول التي منعته وستمنعه، أم نتعايش مع الواقع، إذا لم يكن قناعة بما سلف في هذه السطور، فعلى قاعدة "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها"؟ وإذا قال بعضهم إنه سيناضل سلميا من أجل تغيير القانون الخاص بهذه القضية، فسنقول له على بركة الله، ولكن لا تفرض معركتك على سائر المسلمين، لا سيما أولويات أكثر أهمية.

من المؤكد أن المعركة المتعلقة بالإسلام في أوروبا هي جزء لا يتجزأ من المعركة مع الإسلام والعالم الإسلامي في ظل ميل بعض دوائر الغرب إلى توجيه بوصلة العداء نحونا بعد هزيمة الشيوعية، لكن إدراك هذه الحقيقة ينبغي أن يدفعنا إلى برمجة معركتنا بطريقة أفضل، فلا نقدم المعارك الصغيرة على المعارك الكبيرة التي تفضح عنصرية المؤسسة الرسمية في الغرب، وتكسب قطاعات واسعة من جمهوره إلى جانب قضايانا. ألا ترى كيف كان بوسع المسلمين أن يكسبوا الكثير من الغربيين في سياق معركتهم ضد العدوان على العراق وفلسطين؟

أيا يكن الأمر، فنحن نتحدث عن رؤية تقوم على تقدير مصالح المسلمين في الغرب، إلى جانب ما هو أهم ممثلا في تقدير وضع الإسلام كدين يعنى بضم سائر البشر إلى رحابه الطيبة، وهو اجتهاد ندعو الله أن يكون موفقا وصائبا।

المصدر: الجزيرة